Wednesday, February 13, 2008

كلمة فى المنهج للدكتور محمد جمال صقر

لن نستطيع أن نفصل الكتابة من القراءة ،ولا القراءة من الكتابة؛فكما تخرج هذه من رحم تلك ،تظل من
دواعيها ؛ومن ثم بدا لى السعى إلى مهارة الكتابة ،رُقيَّا فى مقامات فِقهِ القراءةِ والكتابةِجميعاً معاً،من مقام اللَّماذا ، إلى مقام الْماذا، ثم مقام ،ثم مقام المتى ، ثم مقام الكيف
.
إنَّه ينبغى أولأً أن تستبن لطالب دواعٍٍ إلى القراءة والكتابة أصيلةٌ قويةٌ باقيةُ،من مثل الاستفادة المعنويةالثَّقافة، والرَّاحة ،والمتعة) ،والمادية (القوة والقُدرةوالفصل) ،والإفادة المعنوية(التثقيف والإراحة،والإمتاع)والمادية (التقوية ،والإقدار ،والتَّفصيل)_تعلَّقةَ دائماً بهما والا زهد بعد حينٍ فيهما
ثم ينبغى ثانياً أن تستبين له مظانُّ القراءة والكتابة التى تُتِيح له ثم ينبغى ثالثا أن يستبين له نظاماً يقدِّرُ به أوارد يومه وغده من القراءة والكتابة ؛ فلا يقدِّم آخراً ولا يؤخر أولاً ولا يكبرُ صغيراً ،ولا يصغِّرُ كبيراً ، منطلقاً من أنه لما كانت الكتابة من ثمار القراءة ، وجب أن تسبقها دون أن تُلهىَ عنها ؛ إذ الكتابة من دواعيها ،ولما كان الإنسان مسئوؤلاً عن نفسه ، قبل سؤاله عن غيره ،كانت استفادته وما يستفيده منه ، مقدَّمين على ما إفادته ،وما يفيد به ، ولما كان المعنوى جذر عمل الإنسان ،والمادى فرعَه، كانت الاستفادة والإفادة وما يستفيد منه وما يفيد به، المعنويات_ مقدماتٍ على الاستفادة الإفادة وما يستفيد منه وما يفيد به ، الماديات ،ولما كان تفكير القارئ أصعب حضوراً من تفكير الكاتب لانكشافه للخواطر ،وتفكير الكاتب أ قل جهداً من تفكير القارئ لسهولة حضوره ، وكان زمان الإنسان المسلم مقسماً بالصَّلوات المفروضة ، وأقسامه مختلفة الحدود من نشاطه ،وَجَبَ على أن يكون ما بعد الفجرللقراءة ،وما بعد الظهر للكتابة ،وما بعد العصر للقراءة ،وما بعد المغرب للكتابة ،وما بعد العشاء للكتابة ثم للقراءة إلا أن تشذ حالٌ عن ذلك التقسيم الطبيعى ولما كان النوم من سبل الاستيعاب ،وجب أن يعقبهما دون فاصل- وإلا قلت لديه جدوى عنائه
.
ثم ينبغى له آخراً أن يأخذ ا لقراءة والكتابة بشرطهما ، من مثل لزوم آدابهما { الهيئة: القعود والراحة والسكون : الهدوء والصمت والإقبال: التأمل والتفكير } ورعاية أصولهماالمكونات اللغوية (المقال ودلالاتها ،والمكونات غير اللغوية (المقام )ودلالاتها، وتحرى أنواعها الإ يجاز والاختصار والإطناب :والاستيفاء والاستقصاء ،واستعما ل أدواتهما (البناء : التقسيم والترتيب والإيضاح :التعليق والتنبيه ،والإلحاح : التهذيب والإعارة) وإلا استعصى عليه فقههما ؛فاستحالت أبداً المهارة بهما

No comments: